{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)}
كان المشركون يعتزون بقوتهم وتحالفهم،
فأشار الله إلى أنهم جميعا ينهزمون، ويولّون الدبر. وقال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه: لمّا نزلت هذه الآية، لم أدرك من أراد بقوله {ويولّون الدبر} ولمّا كان يوم
بدر، رأيت النبي · يقرأ هذه الآية، فعرفت معناها.
{أم يقولون} يعني كفار مكة {نحن جميع}
يعني أمرنا {منتصر} يعني من أعداءنا، والمعنى: نحن يد واحدة على من خالفنا،
منصورون ممن عادانا. (الخازن)
وقال سعيد بن المسيب: سمعت عمر بن
الخطاب يقول: لما نزلت {سيُهزم الجمع ويولون الدبر} كنت لا أدري أيَّ جمع يهزم،
فلما كان يوم بدر، رأيت النبي يثب في درعه ويقول {سيهزم الجمع ويولون الدبر} فعلمت
تأويلها. (البغوي)
{أم يقولون} أي كفار قريش {نحن جميع} أي
جمع {منتصر} على محمد، ولما قال أبو جهل يوم بدر: إنا جمع منتصر نزل {سيهزم الجمع
ويولون الدبر} فهزموا ببدر ونصر رسول الله · عليهم. (تفسير الجلالين)