{فَلَوْ لا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)}.
ملخص معاني الآية:
ذكر أحوال الأمم الماضية ليحرّض هذه
الأمة على القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الأمم الماضية لم
تُهلَك إلا لفسادها وارتكابها المعصية والجريمة على ما اُترفوا، ولم يقم كبراؤهم
وسادتهم الذين كان فيهم الخير بشكل أو بآخر بواجب النهي عن المنكر، فعمّ الكفر
والشرك والظلم والطغيان، وانتشر الفساد في الأرض، ولمّا لم يبق سوى بعض الدعاة
الذين أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، لم يطعهم أحد، فعاقبهم الله بذنوبهم وأهلكهم،
إلا الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
قال الشاه عبد القادر رحمه الله:
«إن كان الصالحون مهيمنين على المجتمع،
لما اُهلكوا، لكنهم كانوا قليلين، لذلك لم يسلم من العذاب غيرهم».
وفي حديث صحيح أن الناس إن لم يأخذوا
بيد الظالم ليمنعوه من ظلمه، ولم يقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
عمّهم الله بعذاب. (نسأل الله العافية) (التفسير العثماني)
والجهاد من أعلى مراتب الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر.