{سورة آل عمران مدنية، الآية 147}


{بسم الله الرحمن الرحيم}

{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)}.

ملخص معاني الآية:

لقد كان أولئك الذين جاهدوا إلى جانب الأنبياء والمرسلين، كان دأبهم عند مواجهتهم الشدائد والمحن والبليات أنهم بالإضافة إلى صبرهم وثباتهم في ساحة القتال، كانوا يبتهلون إلى الله ويتضرعون ويقولون:
(1) ربنا اغفر لنا ذنوبنا
(2) وإسرافنا في هذا الجهاد المبارك.
(3) وثبّت أقدامنا.
(4) وانصرنا على القوم الكافرين.

لطيفة:

تطهّروا أولا من دنس الذنوب بالاستغفار، وقوّوا صلتهم مع الله، ثم بالدعاء بالثبات والصبر أعلنوا الولاء والوفاء له سبحانه، ثم دعوا بالنصر على الكفار. والله أعلم

فائدة:

أي ما نطقوا بكلمة واحدة تدل على الهلع والفزع رغم المصائب والشدائد التي كانت تحيط بهم، كما لم يخنعوا للكفار وما استكانوا، إن كانوا قد نطقوا بشيء فكان عبارة عن دعاء بالاستغفار على ما صدرت منهم من تقصيرات، وبالربط على قلوبهم، وبتثبيت الأقدام بحيث لا تتزلزل أمام الباطل، وبالنصر على الأعداء. ظنوا أن في مواجهة المصائب والمحن دخلا للذنوب والتقصيرات، وأن أحداً منهم لا يقدر على تزكية نفسه، وعلى كل حال، فقد رجعوا إلى الله تعالى بدلاً من الخنوع إلى العدو على ما طوّقت بهم من البلايا والفتن.

فائدة:

دلت الآية على بعض الفوائد التالية:
(1) عند نزول الهزيمة والبلية في الجهاد عامة الناس يهتمّون بأنفسهم وطرق حمايتها من الموت، أما المجاهدون الصادقون فلا يهمهم إلا إيمانهم، فطفقوا يستغفرون ويتوبون إلي الله.
(2) وعند نزول الهزيمة في الجهاد عامة الناس يبحثون عن ملاذ دنيوي، أما المجاهدون المخلصون فقد يبسطون أيديهم إلى الله يبتهلون إليه ويتضرعون ويسألونه الملجأ.
(3) عند نزول الهزيمة في الجهاد يتّجه عامة الناس إلى ظاهرة التصدّي لأخطاء الناس، وإبرازها بوجه غير ملائم، أما المخلصون الصادقون فينظرون إلى أنفسهم قبل كل شيء، ويستغفرون على ذنوبهم.
(4) عند نزول الهزيمة بساحة المسلمين يظنون أنهم لن ينتصروا على العدو، ولم يظفروا عليهم، لكن المخلصين منهم يثقون بالله، يرجون النصر على الأعداء، فكانوا يدعون الله تعالى أن ينصرهم عليهم.

دعاء:

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. (آمين يا رب العالمين)