{سورة آل عمران مدنية، الآية 160}



{بسم الله الرحمن الرحيم}

{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)}.

ملخص معاني الآية:

النصر والهزيمة بيد الله تعالى، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده، والواجب على المؤمنين أن يقوّوا صلتهم مع الله، وليتوكلوا عليه.
الأقوال والمراجع:

(1) الترغيب في الطاعة:

قال الإمام الرازي رحمه الله:
المقصود من الآية الترغيب في الطاعة والتحذير عن المعصية. (التفسير الكبير)

(2) دفع الحسرة:

والغرض من الآية عند بعض المفسرين، كأبي حيان وغيره دفع الحسرة والندامة التي كان الصحابة يجدونها في قلوبهم على ما لحقتهم من هزائم، كما قال صاحب بيان القرآن:
وخلاصة دفع الحسرة أن النصر والهزيمة بيد الله تعالى، وقد نصركم الله ببدر برحمته، وتغلب العدو عليكم يوم اُحد لحكمة أرادها. وبه اتضح أن النصر والهزيمة ليس بيدكم، إنما هما بيد الله، فلا تذهب نفوسكم حسرات على ما وقع. فالذي وقع وقع كما قُدّر، وتوبوا إلى الله على المعصية التي جلبت لكم الآفة، وأصلحوا أحوالكم، ولا تُركّزوا أنظاركم إلا على الله، أي اسألوه التوفيق للوقاية من المعاصي. (بيان القرآن)

(3) واصلوا الجهاد:

والواجب على المسلمين أن يواصلوا الجهاد في سبيل الله، ولا يعبأوا بالعراقيل التي توضع في طريقهم، فإن النصر سوف يحالفهم. (تفسير الفرقان)

فائدة:

دلت الآية الكريمة على أهمية تحلّي الأمير بمرتبة خاصة من التوكل على الله، ويؤمن إيمانا قويا بأنه لا نصر ولا هزيمة إلا من الله، ويعمل لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، وأن يتوجه إلى الله بطاعته، ويُوجّههم إليه، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، حتى تجلب نصر الله. وأن يواصلوا جهادهم متوكلين على الله، وليس على ما يرمي إليهم الناس من حطام الدنيا. (والله تعالى أعلم بالصواب)