{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا
وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}.
ملخص
معاني الآيات:
أذل الناس من كان يحادد الله ورسوله،
ويحارب الحق.
فقد كتب الله أن الحق ينتصر في نهاية
المطاف، كذلك أنبياءه ورسُله، وأنه قادر على نصر أولياءه، غالب على أعداءه، قوى لا
يغلبه أحد، ولا يبدّل أحد ما أراده، قوي غالب بحيث لا تثبت لأحد قائمة أمامه.
لا يتولى المنافقون المشركين إلا للمحافظة على ماء وجههم:
في الآيات السابقة ذكر المنافقين، وأشار
إلى أنهم يتولّون الكفار والمشركين، وفي هذه الآيات أشار إلى أن من حادد الله
ورسوله من الكفار والمشركين فإنه في الأذلين، كما أشار إلى أن المنافقين لا
يتولّون المشركين إلا للمحافظة على مكانتهم وعزتهم، وأكّد على أن من كان من
الأذلين في الدنيا والآخرة، لا يمكنه توفير العزة والوقار لغيره.
وفي التفسير الحقاني:
«المنافقون لا يتولون اليهود إلا
لاكتساب العزة والمكانة». (التفسير الحقاني)
أعداء الإسلام أذل الناس منزلة:
أراد بمحاددة الله ورُسله محاربة
الإسلام والمسلمين، وفي الآية الكريمة تأكيد على أن من يحادد الله ورسوله فإنهم في
الأذلين.
قال الإمام النسفي رحمه الله:
«في الأذلين في جملة من هو أذلّ خلق
الله تعالى لا ترى أحداً أذلّ منهم». (المدارك)
وفي تفسير الخازن:
«ولما كانت عزة الله غير متناهية كانت
من ينازعه غير متناهية». (الخازن)
الوعد بغلبة الرُسُل:
قال تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا
ورُسُلي إن الله قوي عزيز}.
وفي التفسير البغوي:
«قال الزجاج: غلبة الرسل على نوعين، من
بعث منهم بالحرب فهو غالب بالحرب، ومن لم يؤمر بالحرب فهو غالب بالحجة». (البغوي)
وقال صاحب روح المعاني:
«وكذا لأتباعهم بعدهم لكن إذا كان جهادهم
لأعداء الدين على نحو جهاد الرسل لهم بأن يكون خالصاً لله عز وجل لا لطلب ملك وسلطنة
وأغراض دنيوية فلا تكاد تجد مجاهداً كذلك إلا منصوراً غالباً».
ثم قال:
«وخص بعضهم الغلبة بالحجة لاطرادها وهو خلاف
الظاهر ، ويبعده سبب النزول ، فعن مقاتل لما فتح الله تعالى مكة للمؤمنين . والطائف
. وخيبر وما حولها قالوا : نرجوا أن يظهرنا الله تعالى على فارس والروم فقال عبد الله
بن أبيّ : أتظنون الروم . وفارس كبعض القرى التي غلبتم عليها ، والله أنهم لأكثر عدداً
وأشد بطشاً من أن تظنوا فيهم ذلك فنزلت { كَتَبَ الله لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى
} { إِنَّ الله قَوِىٌّ } على نصر رسله {عَزِيزٌ} لا يغلب على مراده عز وجل».
(القرطبي والخازن وروح المعاني).