{وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)}.
ملخص معاني الآية الكريمة:
لقد سبق وأن كتب الله الجلاء على يهود
بني النضير، لذلك سلموا من القتل والأسر، أما في الآخرة فالنار موعدهم، إن بقوا
على كفرهم وإنكارهم، لم يكن ليُحلّ عليهم ما حلّ بهم من الجلاء في الدنيا والنار
في الآخرة إلا لأنهم شاقّوا الله ورسوله، ومن يشاقّ الله ورسوله فإن الله شديد
العقاب.
تفسير سهل:
«أي لقد سبق وأن كتب الله عليهم الجلاء،
وإلا لعوقبوا بعقوبة أخرى، فعلى سبيل المثال قُتلوا واُسروا مثل بني قريظة، والمهم
لن ينجوا من العقوبة، أما أنه سبحانه وتعالى اكتفى بإجلائهم ولم يأمر بقتلهم فذلك
لا يخلو عن حكمة أرادها الله تعالى. وعلى كل حال فالتخفيف معهم كان يتعلق بالدنيا،
أما في الآخرة فلهم عقاب شديد لا ينفلتوا منه.
قال الشاه عبد القادر الدهلوي رحمه
الله:
«لمّا هاجرت بنو النضير من بلاد الشام
إلى المدينة المنورة، قال لهم كبراءهم وسادتهم: سوف يأتي يوم تضطرون فيه إلى
العودة إلى الشام، فكان كما قالوا، فقد توجه بعضهم إلى الشام، والبعض الآخر نزلوا
بخيبر، ثم أجلاهم عمر منها إلى الشام». (العثماني)
وفي تفسير ابن كثير:
«والجلاء كتب عليهم في آي من التوراة،
وكانوا من سبط لم يصبهم الجلاء قبل ما سلّط عليهم رسول الله ·». (ابن كثير)
وفي تفسير القرطبي:
«وأنهم يبقون مدة فيؤمن بعضهم ويولد لهم
من يؤمن». (القرطبي)