{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)}.
ملخص معاني الآية:
ما أصابك أيها الإنسان من خير أو نعمة فمن الله
وبفضل منه، وما أصابك من سيئة فبما كسبت أيديك. (ومن الجهل نسبتها إلى حكم من
أحكام الدين أو إلى رسول الله ·، مثل عادة المنافقين الذين كانوا ينسبون ذلك إلى
الجهاد وإمام الجهاد ·).
ولاشك أن رسول الله · جاء بالحق، ولا شيء من
هذيان المنافقين والكفار ما تقدر على حطّ مرتبته، وتنقيصها، لأن الله شاهد على
رسالته ونبوته، وكفى بالله شهيداً.
فائدة:
كان المنافقون يطعنون في شخصية الرسول · بنية
تعبئة الرأي العام ضد الجهاد، فوجّه ضربة قاسية إلى طعونهم تلك بهذه الآية، كما
جاءت برد مقنع بشأن الشدائد والمحن التي يعاني منها المجاهد أثناء الجهاد في سبيل
الله. (والله أعلم بالصواب)
معنى
الآية الكريمة:
أي لا شك أن الله سبحانه وتعالى أوجد الخير كله
والشر كذلك، لذلك يجب على العبد أن يعتبر البر والإحسان فضلاً من الله ومنّاً منه،
والشدة والشر وبال أعماله، ولا ينسبها إلى رسول الله ·. لأنه لم يوجدها ولم يتسبب
لها، إنما الله سبحانه وتعالى هو الموجد لها ، وأعمالكم سببها. (التفسير العثماني)
فائدة:
قال في الآية السابقة: {كل من عند الله} وهنا
قال {فمن نفسك}.
فتقرير موضح القرآن الذي نقلناه عن التفسير
العثماني يرد على هذا الإشكال السطحي، بأن المراد في قوله {كل من عند الله} الخلق
والإيجاد، بأنه هو الخالق والموجد للأحوال كلها. ومعنى {فمن نفسك} : أعمالكم سبب
ظاهري، مثل النار تتسبب في الاحتراق، وبه اندفعت كافة الإشكالات.
أما صاحب التفسير الماجدي فقد أوضح الفرق
اللفظي بين {عند الله} و {من الله} ثم ردّ على الإشكال المذكور. أما الحقاني فقد
قام بمعالجة اعوجاج وضلال المجتمع الآري والرهبان في تقريره. وعلى الراغبين
مراجعتهما. (والله أعلم بالصواب)