{(89) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)}.
ملخص معاني الآية:
(الذين سبق ذكرهم) لا تمنعوهم من الأسر والقتل
إلا بطريقين: أحدهما أن يكون بينكم وبين القوم ميثاق، وهم على ميثاق مع المنافقين،
فهم مثلهم. ثانيهما: عجزوا عن قتالكم، فجاءوكم لا يريدون قتالكم ولا قتال قومهم،
فإن التزموا بالصلح فلا تقاتلوهم، وتقيّدوا بما آتيتموهم من العهود والمواثيق،
واعلموا أن بفضل الله وكرمه امتنعوا عن قتالكم، وإلا فهو قادر على أن يشجعهم
فيغلبوا عليكم. (التفسير العثماني)
دفع
اشتباه:
قال صاحب ترجمان القرآن في آخر هذه الآية:
والأصل الأمن والصلح، دون القتال. (ترجمان
القتال)
لاشك أنها عبارة جميلة، لكن الملاحدة جاءوا
بكومة من الوساوس والشبهات ضد الجهاد استناداً إلى هذه العبارة، والواقع ليس الأصل
الأمن والصلح، ولا الحرب والقتال، بل الأصل حكم الله تعالى. فما من موضع أمر الله
فيه بالصلح فالصلح فيه أصل، وما من موقع أمر فيه بالقتال فالقتال فيه أصل. تشهد له
مئات الآيات من القرآن الكريم. (والله أعلم بالصواب)
قوّموهم:
إن لم ينته هؤلاء الكفار عن فسادهم، فقوّموهم
برؤوس الأسنّة. (حاشية اللاهوري رحمه الله)
ملخص
معاني الآيات الأربع:
في الآية الأولى والثانية ذكر أحكام المرتدين أنهم
إن لم يتوبوا إلى الله توبة مقبولة {فخذوهم واقتلوهم}. وفي الآية الثالثة ذكر
أحوال أولئك الذين يرغبون في التعايش مع المسلمين بالأمن والصلح، ولا يشكّلون
تهديدا للمسلمين بوجه من الوجوه، فحكمهم أنه لا يجوز قتالهم. وفي الآية الرابعة
ذكر المخادعين من الكفار والمنافقين الذين لا يصالحون إلا ليأمنوكم، لكنهم
يتحيّنون الفرص للقضاء عليكم، فهم إن اندفعوا إلى القتال يُقاتَلون. (ملخص ما ورد
في بيان القرآن)