{سورة آل عمران مدنية، الآية 104 إلى 109}


{بسم الله الرحمن الرحيم}

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109)}.

كلام بركة:

أي يجب أن تتكوّن جماعة من المسلمين تجاهد في سبيل الله، وتُطبّق دين الإسلام، حتى لا يقدر أحد على المجاهرة بخلافه، ولاشك أنهم مفلحون. أما من قال بعدم التعرض للناس، وترك الحرية لهم في العمل بمعتقداتهم ودياناتهم فهذه فكرة خاطئة ومناهضة للإسلام.

قال الشاه عبد القادر رحمه الله:

دلت الآية على وجوب تكوّن جماعة بين المسلمين تُجاهد في سبيل الله، وتطبّق الشريعة بين المسلمين، كي لا يعمل أحد بما يخالفها، فمن فعل ذلك فقد أفلح، أما من قال بعدم التعرّض للناس، ليتسر لهم العمل بما يشاءون من اليهودية أو النصرانية، فليس من الإسلام في شيء. (موضح القرآن)
ثم قال عند الآية 109:
أي الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس بظلم، إنما هما لأجل تربية الخلق. (موضح القرآن)
أي الجهاد وسيلة من وسائل التربية والتنشئة، وليس بظلم عليهم.