{بسم
الله الرحمن الرحيم}
{أَفَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10)}.
ملخص معاني الآية:
هؤلاء الكفار عليهم أن يسيروا في الأرض
لينظروا أعداء الحق هل تلقوا هزيمة نكراء عبر العصور أم لا؟ وسوف يواجهون نفس
المصير في المستقبل. (اللاهوري)
وجه الارتباط بين الآيات:
لقد قال فيما مضى: {والذين كفروا فتعساً
لهم} والآن يبرهن عليه بقوله: {أفلم يسيروا في الأرض} كيف أهلكنا الأمم الماضية؟
(التفسير الحقاني بتسهيل يسير).
تفسير سهل:
«فيها حذّر المنكرين من الاغترار
بالدنيا ومتاعها وقصورها، فقد سبقت أمم مثلهم كانوا ينكرون آيات الله، فأهلكهم
الله، قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ
أَمْثَالُهَا (10)} للموجودين منهم، سوف يعذبون في الدنيا كما عُذّب سلفهم، ثم
يُهلكون، ولهم في الآخرة عذاب شديد لا يفارقهم. (تفسير أنوار البيان)
ألا يعاقب منكري اليوم؟
«أي لاحظوا في الدنيا كيف عاقبنا
المنكرين، وكيف خابوا وخسروا في تدابيرهم، ألا يمكن معاقبة منكري اليوم؟»
الكفار في كل عصر وزمان يزعمون أنهم لا
يُقهرون، وأن الأرض ملكهم، فذكّرهم الله تعالى في هذه الآية بمصير أسلافهم، وأنهم
يواجهون نفس المصير إن عادوا المسلمين، فكان كما قال. لم يكن مصير مشركي مكة أقل
خزيا وندامة من سلفهم، فقد قضى الإسلام على رموز جبروتهم وسلطانهم. والمعنى: الكفر
مبغوض عند الله، فلا ينبغي للكفار أن يغفلوا عن عذاب الله في شيء من العصور.