{بسم الله الرحمن الرحيم}
{هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ
وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا (11)}.
ملخص
معاني الآية:
(1) كان ابتلاء المؤمنين في الظروف
المشار إليها ليمكن التمييز بين المخلص والمنافق، والمتثبتّين والفارّين، والحمد
لله على أن المسلمين نجحوا في هذا الاختبار، وتَبيَّن نفاق المنافقين.
(2) كما زُلزل المؤمنون زلزالا شديداً
بالخوف والرهب وبإحداث ضجة كبيرة، فثبت المخلصون على الحق، وتزلزلت أقدام
المنافقين والضعفاء.
الابتلاء
الشديد كان بخمسة أمور:
قال القرطبي رحمه الله تعالى: لقد
ابتلاهم الله تعالى يوم الأحزاب بخمسة أمور ليتبين المخلص من المنافق، وكانت
كالآتي:
(1) الخوف
(2) القتال
(3) الجوع
(4) الحصر
(5) والنزال
أي عند ذلك اختُبر المؤمنون ليتبين
المخلص من المنافق، وكان هذا الابتلاء بالخوف والقتال والجوع والحصر والنزال.
(القرطبي)
هذه البليات الخمسة ليس من الصعب
قراءتها وتسجيلها في ورق، لكن لو اجتمعت على إنسان، لفقد وعيه، فهنيئًا لصحابة
رسول الله · الذين ثبتوا على الحق رغم مواجهتهم لها، حتى رضي الله عنهم ورضوا عنه.
وفي روح المعاني أن ابتلاء المسلمين
المذكور كان :
(1) بالجوع (عن الضحاك).
(2) بالحصار الشديد (عن مجاهد).
(3) بالصبر على الإيمان.
وابتلاءهم على ما روي عن الضحاك بالجوع،
وعلى ما روي عن مجاهد بشدة الحصار، وعلى ما قيل بالصبر على الإيمان. (روح المعاني)
«جاء ابتلاءهم في الوقت الحرج ليتبين
المتزلزل من المتثبّت، والصادق من المنافق، فقد نجح المؤمنون فيه، وتبيّن نفاق
المنافقين». (معارف القرآن للكاندهلوي)
فائدة
لطلبة العلم:
«هنا» للقريب من المكان، و«هنالك»
للبعيد و «هناك» للوسط. ويشار به إلى الوقت. (القرطبي)
زلزال
داخلي:
قال الله تعالى: {وزُلزلوا زلزالا
شديدا} ذكر المفسرون ثلاثة معاني للزلزال:
(1) قال ابن سلام: أي حرّكوا بالخوف
تحريكا شديدا.
(2) قال الضحاك: هو إزاحتهم عن أماكنهم
حتى لم يكن لهم إلا موضع الخندق.