{سورة الأحزاب مدنية، الآية 12}

{بسم الله الرحمن الرحيم}
{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا (12)}.
ملخص معاني الآية:
قال بعض المنافقين: كان محمد · يقول: سينتشر هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد أعطاني الله قصور صنعاء والروم والفرس، وأحدنا لا يستطيع أن يتبرَّزَ، فأين وُعُوده؟
قال الشاه عبد العزيز رحمه الله تعالى: لا ينبغي للمؤمنين أن يقولوا ما يُفسد عليهم إيمانهم ودينهم. (العثماني، موضح القرآن)
سبب النزول:
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
وذلك أن طعمة بن أبيرق ومعتب بن قشير وجماعة نحو من سبعين رجلا قالوا يوم الخندق: كيف يعدنا كنوز كسرى وقيصر ولا يستطيع أحدنا أن يتبرز؟ وإنما قالوا ذلك لما فشا في أصحاب النبي · من قوله عند ضرب الصخرة. (القرطبي)
الذين في قلوبهم مرض:
ندري معنى المنافق، لكننا لا ندري من أراد بقوله: {والذين في قلوبهم مرض}؟
(1) قيل: هو وصف المنافقين بالواو (المدارك)
(2) وقيل: هم قوم لا بصيرة لهم في الدين، كان المنافقون يستميلونهم بإدخال الشبه عليهم. (المدارك)
(3) وقيل: قوم كانوا ضعفاء الاعتقاد لقرب عهدهم بالإسلام. (روح المعاني)
هذا تفصيل لقوله: {تظنون بالله الظنونا}:
قال الإمام الرازي رحمه الله: هذا تفصيل وبيان لما سبق من قوله: {وتظنون بالله الظنونا} بأن المنافقين كانوا يظنون أن ما حدث لم يكن إلا من باب المكر والخداع. (التفسير الكبير)
حُمّلنا ما لا طاقة لنا:
أي أمراً يَغُرّنا ويوقعنا فيما لا طاقة لنا به. (البحر المحيط)
فهذا ممّا تعوّد المنافقون على اتهام الإسلام به منذ القِدم، يقولون: لا طاقة لنا بالجهاد، إذ العدو أقوى منا، ولا طاقة به وبجنوده، فهذا هو المعتمد الوحيد عند منكري الجهاد المتلبسين بفتنة النفاق منذ العهد النبوي الزاهر إلى يومنا هذا، ولا مستدل لديهم أقوى منه. (والله أعلم بالصواب)