{سورة الممتحنة مدنية، الآيات 12}


{بسم الله الرحمن الرحيم}

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)}.

ملخص معاني الآية الكريمة:

ما من امرأة تهاجر من دار الحرب إلى دار الإسلام، إلا وتُبايع على هذه الأمور، وهي تنوب عن امتحانهن وبيعتهن. والأمور المذكورة هي:
(1) لا يُشركن بالله.
(2) لا يسرقن.
(3) لا يزنين.
(4) لا يقتلن أولادهن.
(5) لا يفترين بهتاناً.
(6) لا يعصين الرسول · في معروف.
فإن وافقن على الشروط المذكورة، فبَايِعْهُنَّ أيها النبي، واستغفر لهن، إن الله غفور رحيم.

البيعة باللسان:

قال الإمام البخاري:
حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه قال: أخبرني عروة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ } إلى قوله: { غَفُورٌ رَحِيمٌ } قال عروة: قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد بايعتك"، كلامًا، ولا والله ما مست يده يد امرأة قَطّ في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: "قد بايعتك على ذلك". هذا لفظ البخاري .
قال العلامة شبير أحمد العثماني:
فيما سبق أمر بامتحان المسلمات اللاتي هاجرن إلى دار الإسلام، وهنا أشار إلى طريقة امتحانهن، بأن يوافقن على الأمور التي وردت في هذه الآية، فإن فعلن فقد تم إيمانهن. هذه الآية تسمى بآية البيعة، والنسوة اللاتي يبايعن رسول الله · يقرن بما ورد في الآية، ولم تكن يد النبي · تمس يد امرأة قط. (العثماني وموضح القرآن)

الافتراء أي البهتان:

{ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ}..
أشار المفسرون إلى معانى الافتراء بين أيديهن وأرجلهن، وملخصها في العبارة الجامعة التالية:
معنى الافتراء ببهتان بين أيديهن وأرجلهن أن لا يدّعين على أحد دعوى كاذبة، أو يشهدن شهادة زُور، أو يحلفن حلفا كاذبا في قضية، أو أن ينسبن إلى الزوج من الولد ما ليس له، أو ينسبن ولد الغير إلى أنفسهن، وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين نزلت آية الملاعنة: "أيما امرأة أدخَلت على قوم من ليس منهم، فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جَنّته. أخرجه أبو داود. (العثماني، موضح القرآن)

يوم فتح مكة:


وقد فوّض النبي · مبايعة النساء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكان عمر يبايعهن يوم فتح مكة بأمره ·، ثم قدم النبي ·، وبايعهن على ما ورد في الآية. وتفاصيل القصة ذكرها القرطبي والبغوي وغيرهما، وأما الأحاديث التي وردت في مبايعة النساء فقد ذكرها ابن كثير رحمه الله تعالى.