{بسم
الله الرحمن الرحيم}
{وَكَأَيِّنْ
مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ
فَلا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}.
ملخص معاني الآية:
لا يتبختر أهل مكة بما لديهم من قوة وطاقة،
فقد أخرجوا الرسول · منها، وقوتهم ليست أكثر من قوة الأمم التي أهلكناها بكفرهم
وعنادهم، فلا ناصر لهم، ومثلهم أهل مكة ينهزمون.
الربط:
(1) الكفار لمّا قيل لهم: إن الله ناصر
المؤمنين، قالوا: فأين نصر الله وتأييده؟ لقد استطعنا أن نخرج محمداً من مكة. تشير
الروايات إلى أن النبي · كان يحزن على فراق مكة، فقد أخرج أبو يعلى الموصلي عن ابن
عباس أن النبي · لما خرج من مكة وتوجه نحو الغار التفت إليها ثم قال: والله إنكِ لأحب
البلاد إليّ، ولو لا أن أهلك أخرجوني منك لما خرجتُ. فنزلت هذه الآية تُطمّنه.
(التفسير الحقاني بتسهيل)
(2) لا يهم الكفار إلا متاع الدنيا
والأكل والشرب، فهو في الواقع داء عظيم نزل في قلوبهم، وأغراهم على معاداة الله
والرسول والدين، والقيام بكل عمل يصيب الرسول · والدين بأذى، كما أخرج أهل مكة
الرسول · منها، فالأمر بمحاربتهم ليس إلا رحمة على البشرية كافة. (والله أعلم
بالصواب)
معركة بدر حسمت القضية:
{وكأيّن من قرية هي أشد قوة من قريتك
التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم} مثل سدوم وعمورية، فعلى أي شيء يتكبر أهل مكة،
اصبر يسيرا. فكان كما أخبر الله تعالى، فقد حسمت معركة بدر الخلاف بينهم. (التفسير
الحقاني)
درس مهم:
