{سورة محمد مدنية، الآية 14}


{بسم الله الرحمن الرحيم}
{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)}.
ملخص معاني الآية:
إن إهلاك الكافرين ونصر الرسول والمؤمنين في مقابلتهم مطابق لمقتضيات الحق والعدل، وذلك لأن المؤمن أهل للنصر، لإيمانه بالله ورسوله وكتابه، والكافر عابد أهوائه، يزعم القبيح حسنا، فلا يستوي الكافر والمؤمن. (لذلك يجب إضعاف الكفر بالجهاد).
لا يستوي المؤمن والكافر:
(1) «أي شخص سائر بلا خطر على طريق الحق والصدق مع بصيرة تامة وصدر واع، وشخص آخر يتخبط في الظلمات خبط عشواء، لا يقدر على التمييز بين الأبيض والأسود والخير والشر، يزعم شره خيرا، ويتبع شهواته، فهل يستويان من ناحية المكانة والعاقبة؟ كلاّ، إذ ذلك يخالف مقتضيات العدل والحكمة الإلهية». (العثماني)
(2) أفمن كان على بيّنة من ربه، بأن آمن بكتاب الله ورسوله ·، كمن زُيّن له سوء عمله، فلا يتبع إلا الظنّ والتخمين والمزاعم الباطلة. ففي هذه الآية إشارة إلى فرق آخر بين الإيمان والكفر. (الحقاني بتسهيل)
العدل يقتضي إهلاك الكفار ونصر المسلمين:
قال الإمام الرازي رحمه الله:
اعلم أن هذا إشارة إلى الفرق بين النبي · والكفار ليعلم أن إهلاك الكفار ونصرة النبي · عليه السلام في الدنيا محقق، وأن الحال يناسب تعذيب الكافر وإثابة المؤمن. (التفسير الكبير)
ومن هنا عرفنا الحكمة من الأمر بمحاربة المشركين، إذ الكافر معيق الطريق، وعبد النفس، ومتخبط في الظلمات.
من الرشد والهداية الإيمان بالكتاب والرسول   ·:
قال الله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه} قال الإمام النسفي رحمه الله:
أي على حجة من عنده وبرهان وهو القرآن المعجز وسائر المعجزات يعني رسول الله ·. (المدارك)