{سورة الحشر مدنية، الآية 13}


{بسم الله الرحمن الرحيم}

{لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (13)}.

ملخص معاني الآية الكريمة:

* المنافقون يخافون المسلمين كثيرا.
* المنافقون لا يخافون الله.
* المنافقون لا يدركون عظمة الله، ولا يقدرون التمييز بين الدنيا والآخرة، وأن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا.
* المنافقون أغبياء، يقدّمون المصلحة الآنية على الضرر الثابت، ويغفلون عن العواقب.

أغبياء حمقاء:

«هؤلاء الأغبياء يخافون المسلمين أشد من الله». (اللاهوري)
يزعم المنافقون أنفسهم عقلاء، على أنهم يسايرون ركب الحياة، يُدركون مقتضيات العصر، فأشار القرآن إلى أنهم أغبياء جهلة.
«أي إن كانوا يدركون عظمة الله، ويخافونه بقلوبهم، لما اختاروا الكفر والنفاق، لكنهم يخافون المسلمين مذعورون من حماسهم وشجاعتهم، فلا يقدرون على مواجهتهم، ولا يصبرون في قتالهم في الساحات». (العثماني)
لا يعلمون الله وعظمته حتى يخشوه حق خشيته. (المدارك)

يخافون المحن الآنية دون عذاب الآخرة:

قال الإمام أبو حيّان رحمه الله:
لأنهم يتوقعون عاجل شركم، ولعدم إيمانهم لا يتوقعون آجل عذاب الله. (البحر المحيط)
فما من امرئ لا يهمه إلا نفع الدنيا، لا يسلم من هجمات النفاق. أعاذنا الله بفضله ومَنِّه.

منبع الشجاعة والبسالة:

مخافة الله رأس الشجاعة والبسالة، وهي ما حُرم عنها المنافقون، لاحظوا العبارة التالية:
«هؤلاء المنافقين لا يخافون الله كما يخافونكم أيها المسلمون، إذ هم أغبياء، يخافون العبد ولا يخافون الله، والله أولى بالخوف منكم، وهو على كل شيء قدير. ما من قوم يخاف الله إلا ويخافه الجميع، فلا يسايره خوف أحد، وهذا هو الأصل المُتَّبَع في باب الشجاعة، التي كان يتمتع بها أصحاب رسول الله ·». (الحقاني)

فائدة:

قيل: نزلت هذه الآية في اليهود، الذين كانوا يخافون المسلمين أكثر من الله. وقيل: نزلت في المنافقين واليهود.
«يعني صدور بني النضير وقيل في صدور المنافقين، ويحتمل أن يرجع إلى الفريقين». (القرطبي)