{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)}.
ملخص معاني الآية:
الذين فرّوا من ساحة القتال يوم اُحد، إنما
استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا، فعصوا الرسول وتركوا الجبهة التي عيّنهم النبي ·
بها، ولقد عفا الله عنهم، إن الله غفور حليم. (التفسير الحقاني)
الأقوال والمراجع:
(1) {استزلهم الشيطان} ذكرهم تلك الخطايا
فكرهوا لقاء الله معها فأخروا الجهاد، حتى يصلح أمرهم ويجاهدوا على حال مرضية.
(التفسير الكبير) (الكشاف)
(2) واعلم أن المراد: أن القوم الذين تولوا يوم
اُحد عند التقاء الجمعين، وفارقوا المكان، وانهزموا، قد عفا الله عنهم. (التفسير
الكبير)
(3) لاشك أن الصادقين من المؤمنين لا يسلمون من
بعض الزلات والكبوات، فكما أن طاعة واحدة تكون سببا للتوفيق لمزيد من الطاعات،
كذلك من شؤم معصية واحدة أنها تدفع المرء إلى مزيد من المعاصي والأخطاء والكبوات.
ففي يوم اُحد تولّى بعض الصادقين من المؤمنين عن ساحة القتال، وذلك لبعض ما كسبوا،
إنما استزلهم الشيطان. فمن إحدى معاصيهم هي تخليهم عن الموقع الذي حدّد رسول الله
· لهم. لاحظوا هنا فضل الله أنهم لم يستأصلهم جميعا، بل لا ذنب على رقابهم الآن،
لأن الله عفا عنهم، ولا يحق لأحد أن يطعنهم وينتقدهم. (التفسير العثماني)
(4) {إن الله غفور حليم} صرّح بصفتين من صفاته،
إحداهما غفور، وسوف تظهر في الآخرة. والثانية: حليم، وهي تظهر في الدنيا، حيث لا
يؤاخذهم فوراً، حتى يجدوا وقتا كافيا للتوبة والاستغفار. (التفسير الماجدي)
(5) كلام بركة:
دلت الآية على أن أولئك الذين زلت أقدامهم، لا
ذنب عليهم. (موضح القرآن)