{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)}.
ملخص معاني الآية:
لاشك أن الأنبياء لا يهتمون بشيء مثل ما يهتمون
برضا الله سبحانه، فلا يعملون إلا ما يُرضي الله، والخائن يبوء بسخط من الله،
فيأوي إلى جهنم، فلا يستويان.
الأقوال ومراجعها:
(1) {أفمن اتبع رضوان الله} يريد بترك الغلول
والصبر على الجهاد {كمن بآء بسخط من الله} يريد بكفر أو غلول أو تولٍّ عن النبي ·
في الحرب. (القرطبي)
(2) وقال الزجاج أيضاً رضوان الله الجهاد
والسخط الفرار. (البحر المحيط)
(3) سرد الإمام الغزالي رحمه الله تعالى العديد
من الأقوال في مصداق {أفمن اتبع رضوان الله} و {كمن باء بسخط من الله} وقال الرازي
بعدما ذكرها:
وقال القاضي : كل واحد من هذه الوجوه صحيح،
ولكن لا يجوز قصر اللفظ عليه، لأن اللفظ عام، فوجب أن يتناول الكل، فمن اتبع الله،
فقد صار من ضمن {اتبع رضوان الله} ومن اتبع نفسه ورغباتها فهو من ضمن {كمن باء
بسخط من الله}. (التفسير الكبير)
فائدة:
إن أخلاق النبي · عالية، ولا مرور عليها
للخيانة، لأنه · تابع لأمر الله ورضاه، ولا يعمل إلا ما يُرضي الله سبحانه وتعالى،
جميع أعماله تابعة لرضا الله سبحانه. فهذه الدرجة العالية من الإخلاص، والابتعاد
عن الأطماع الشخصية بالكلية : من شأنها إيجاد الخُلق الحسن في النفس والأمانة.
ودلت الآية على أهمية تحلي أمير المسلمين بالصفات المذكورة، من الابتعاد عن
الأطماع الشخصية والتحلي بالأمانة في أعلى مراتبها، فلا يهمه إلا رضا الله سبحانه.
والله أعلم بالصواب
قال اللاهوري رحمه الله:
لا يتأهل أحد لخدمة الإسلام إلا من يُؤجّل
مصالحه الشخصية لتحقيق الضوابط الشرعية والقوانين الربانية. (حاشية اللاهوري رحمه
الله)
لطيفة:
عند ظهور التجليات الربانية على روح الإنسان،
وغسل كدوراته البشرية بماء العصمة، استحال صدور المعاصي منه، ومن هنا تبيّنت عصمة
النبي ·. (التفسير العثماني)
دعاء:
اللهم إنا نعوذبك برضاك من سخطك، وبمعافاتك من
عقوبتك، ونعوذبك منك جل وجهك، لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.