{بسم الله الرحمن الرحيم}
{يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا
وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ
عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلا قَلِيلًا (20)}.
ملخص
معاني الآية:
لقد عادت قوات الأحزاب المتحالفة إلى
بلادها منهزمة تجر أذيال العار والندم، لكن المنافقين الجبناء يحسبون أنهم لم
يعودوا. وافرضوا أن الأحزاب عادت لتهاجم المسلمين من جديد، فإن هؤلاء المنافقين
أحبّوا أن يخرجوا من المدينة ويقيموا في بادية من البوادي، ثم استفسروا الناس عن
أحوالكم ومصير الحرب، من كان المنتصر والمنهزم؟ وإن بقي هؤلاء المنافقين بينكم وما
خرجوا إلى البوادي، ما قاتلوا الأعداء إلا قليلا. (معنى ما ذكره العثماني)
الجبن
إلى أقصى حدوده:
قال أغلب المفسرين: أشار الله تعالى في
هذه الآيات إلى جبن المنافقين وتخاذلهم، فقد عادت جيوش المشركين خائبة خاسرة، ولم
يتحقق لها ما أرادت، لكن المنافقين لم يصدقوا بمغادرتهم، كأنهم يحسبون قوة
المشركين لا تُقهر، كما أنها تمثّل رغبة قلبية للمنافقين، يحبون أن يستأصل
المشركون المسلمين، لذلك لم يتأكدوا من مغادرة القوات المتحزبة، وهذا هو حال
الجنود الائتلافية اليوم أمام جحافل المجاهدين في شرق الأرض وغربها، لكن المتثقفين
المسلمين يتشدقون ولا يتعبون بأن المشركين لم يستخدموا تقنياتهم المتقدمة بعدُ،
وأنهم لم يتلقوا هزيمة كاملة إلى الآن. (والله أعلم بالصواب)
صحافة
معادية للإسلام:
كان تورّط المنافقين في غزوة الأحزاب
بشكل مفاجئ بحكم سكنهم وتعايشهم مع المسلمين داخل المدينة، لكن المشركين إن عادوا
مهاجمين على المدينة، فضّل المنافقون على مغادرة المدينة والإقامة في البادية مع
الأعراب، يتمنون نزول الهزيمة بالساحة الإسلامية.
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
يتحدثون إما هلك محمد وأصحابه (والعياذ
بالله)، إما غلب أبو سفيان وأحزابه. (القرطبي)
وقيل: كان منهم من في أطراف المدينة من
لم يحضر الخندق جعلوا يسألون عن أخباركم ويتمنون هزيمة المسلمين. (القرطبي)
حجارة
أو حجارتين:
{ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا}..
إن بقي هؤلاء المنافقين بينكم، لا
يغنونكم في شيء، إذ هم لا يشاركون في القتال إلا قليلا، يقصدون به الرياءَ
والسُمعة، يرمون حجارة أو حجارتين على العدو، ثم يدّعون أنهم قاتلوا العدو. (أنوار
البيان)
أي يقومون بجملة أعمال الكفار
والمشركين، ويتشبثون بذيل المسلمين، للمحافظة على انتسابهم إلى جماعة المسلمين.
قال الإمام القرطبي رحمه الله: