{سورة الأحزاب مدنية، الآية 24}

{بسم الله الرحمن الرحيم}
{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)}.
ملخص معاني الآية:
(1) إشارة إلى بعض حِكَم ومصالح غزوة الأحزاب.
(2) إشارة إلى حكمة من حِكم الجهاد.
(3) من أطاع الله فجاهد في سبيله، فهو المؤمن الصادق، وسوف يجازيهم الله عليه.
(4) أما المنافقون فعذَّبَهم الله إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيماً.
بيان حكمة الجهاد:
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى:
أي أمر الله تعالى بالجهاد ليجزي الصادقين في الآخرة بصدقهم. الخ (القرطبي)
أي بالجهاد يمكن التمييز بين المؤمن الصادق والمنافق، فالصادقون يخرجون للجهاد في سبيل الله، والذين لم يتجاوز إيمانهم حنجرتهم، تخلفوا عن الجهاد، وظهر نفاقهم.
بيان حكمة غزوة الأحزاب:
قال الشيخ أشرف علي التهانوي رحمه الله تعالى:
«ثم أشار إلى حكمةٍ من حِكم غزوة الأحزاب فقال {ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذّب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم} ليتوبوا عن نفاقهم {إن الله كان غفورا رحيما} لأن مثل هذه المواقع تميّز بين الصادق والمتصنّع». (بيان القرآن)
«في الآية التي تليها أشار إلى حكمة غزوة الأحزاب، بأنها كانت للابتلاء والامتحان من الله تعالى، ليجزي الله الصادقين بصدقهم وإخلاصهم وتفانيهم، ويعذّب المنافقين الكاذبين إن شاء بحيث يموتون على النفاق، أو يوفّقهم الله للتوبة إن شاء أن يتوب عليهم، فالمنافقون تحت مشيئة الله وإرادته، إن الله كان غفورا رحيما، يوفّق للتوبة من شاء، فيغفر له. (معارف القرآن للكاندهلوي)
الموفون بالعهد صادقون:
قيل: هذه الآية مرتبطة بالآية التي تليها، والمعنى: من كان قد عاهد الله بالصبر والثبات في ساحة القتال، ثم وفى بما وعد، فأولئك هم الصادقون، يجازيهم الله ويثيبهم عليه. وفي التفسير المظهري:
«أراد بالصدق : الوفاء بالعهد». (المظهري)
وقال الإمام النسفي رحمه الله تعالى:
{ليجزي الله الصادقين بصدقهم} بوفائهم العهد. (المدارك)
وقال الشيخ اللاهوري رحمه الله:
«يجزي الله الصادقين في وعدهم خيراً، والمنافقين إن شاء عذّبهم، وإن شاء تاب عليهم». (اللاهوري رحمه الله)