{بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ
حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا
مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)}.
ملخص معاني الآية:
هذه الآية مدنية عند البعض، وقد تناولت الفتوح
التي تحققت للمسلمين، فتح تلو فتح، وظلت أراضي العدو تسقط على أيديهم الواحدة تلو
الأخرى. وقيل فيها بشارة بالفتوح التي سوف تتحقق لهم في المستقبل.
1) والآية كما قدمنا أول السورة مدنية،
وهي نازلة بعد فرض الجهاد، فلا يرد أن السورة مكية، والجهاد فُرض بعدها حتى يقال
إن ذلك إخبار عن المستقبل. (روح المعاني).
(2) {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها
من أطرافها} أي ننقص أرض الكفر، ونحذف أطرافها بتسليط المسلمين عليها، وإظهارهم
على أهلها، وردها دار الإسلام. وذكر {نأتي} يشير بأن الله يجريه على أيدي
المسلمين، وأن عساكرهم كانت تغزو أرض المشركين، وتأتيها غالبة عليها ناقصة من
أطرافها. (المدارك)
وقال الآلوسي رحمه الله:
أسند الإتيان إليه عزوجل تعظيما لهم
وإشارة إلى أنه بقدرته تعالى ورضاه وفيه تعظيم للجهاد والمجاهدين. (روح المعاني)