{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6)}.
ملخص معاني الآيات:المنافقون
* المنافقون لا يوفّقون للندم على
تصرفاتهم الخاطئة، ولا يوفّقون للاستغفار.
* لا يوفّقون لإدراك منزلة الرسول
العالية، مستكبرون ضالون مضلون.
تفسير سهل:
ربما تبدو للعيان بعض خبائثهم، وتنكشف
بعض أشكال دجلهم وكذبهم، فيشير عليهم الناس بمراجعة الرسول · وطلب الاستغفار، فإن
الله قد يغفر ذنوبهم ببركة استغفار الرسول · لهم، لكنهم كانوا يلوّون رءوسهم
مستكبرين، بل بعضهم كان يقول بلفظ واضح: لا حاجة لنا في استغفار الرسول ·. (أعاذنا
الله منه)
{سواء عليهم} أي من الممكن أي أن تستغفر
لهم لرأفتك ورحمتك على أمتك، لكن الله لا يغفر لهم، ولا يهديهم لسبيله. (العثماني)
سبب النزول:
قال البغوي رحمه الله:
قالوا: فلما نزلت الآية وبان كذب عبد الله
بن أبي قيل له: يا أبا حباب إنه قد نزل فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم يستغفر لك، فلوى رأسه ثم قال: أمرتموني أن أؤمن فآمنت، وأمرتموني أن أعطي زكاة
مالي فقد أعطيت فما بقي إلا أن أسجد لمحمد فأنزل الله تعالى: "وإذا قيل لهم تعالوا
يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم" (2) الآية. ونزل: { هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ
لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا }.
وقال الإمام البخاري في تفسير قوله
تعالى {لوّوا رءوسهم} حرّكوا رؤسهم استهزءوا بالنبي ·.
فائدة:
لقد أشار البغوي وابن كثير وصاحب
المدارك إلى تلك الحوادث التي وقعت يوم غزوة بني المصطلق التي فيها أشار الناس على
عبد الله بن ابي بن سلول بالمجيئ إلى رسول الله · ليستغفر له. والغزوات من أهم
المناسبات التي تظهر فيها خبائث المنافقين، وهذا حال المصابين بالنفاق اليوم.
(والله أعلم بالصواب)