{سورة الأنفال مدنية، الآية : 54}

بسم الله الرحمن الرحيم

{كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذّبوا بآيات ربهم فأهلكناهم وأغرقنا آل فرعون وكلٌ كانوا ظالمين}.

ملخص معاني الآية:

فرعون ومن سلفه من الكفار والمشركين كلهم كذّبوا بآيات الله فاستحقوا العذاب، واُهلكوا بسبب ذنوبهم، اُغرقَ فرعونُ، وكلهم كانوا ظالمين، وتلك عواقب ظلمهم.

إن الله لا يعادي أحداً لذاته:

اُهلك فرعون ومن كان مثله بسبب أعمالهم، وكان مصير فرعون الغرق في البحر، وما اُهلكوا إلا بعدما تعدّوا وظلموا أنفسهم، وإلا فلا يعادي الله أحداً لذاته.

ذكر فرعون:

فرعون اسم للقوة العظمى في عهده، فقد أنشأ أقوى وأكثر الدول توسعا في العالم، أشار القرآن إلى عاقبته مراراً وتكراراً، أما في عصر نزول القرآن فكانت قوتا الفرس والرومان متسيطرتان على العالم، والمؤمنون بالقرآن وضعوهما في كفة فرعون، وظلوا لا يقيمون لهما وزنا، ولقد أمهل الله فرعون طويلاً، حتى قطعه بعدما خرج لملاحقة كل من آمن بالله لإهلاكه، فأغرقه في البحر. ومثله مشركوا مكة أمهلهم الله تعالى حتى لمّا خرجوا بطراً بعدما لبسوا عُدّة حربهم لمحاربة المؤمنين، انقضى وقت إمهالهم فأُخذوا وعوقبوا.
ومن هنا يتضح أنه لا يجوز للمسلمين أن يتخوّفوا من فراعنة العصر وأبا جهل الوقت، فما منهم يستخدم قوته لمحاربة المسلمين إلا واستحق غضب الله، وانقضت مهلته. (والله أعلم بالصواب)