{وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي
مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ
يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)}.
ملخص
معاني الآية:
يظل الكفار والمشركون يَشُكُّون في
القرآن والدين، حتى تُفاجئَهم الساعة أو يأتيهم عذاب يوم لا خير فيه.
يوم
عقيم.. هو يوم بدر..
قال العديد من المفسرين : المراد من
«يوم عقيم» يوم بدر، أذل الله فيه المشركين، وحُرموا من كل خير. لاحظوا فيما يلي
بعض نصوصهم:
(1) قال القرطبي:
«وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة : المراد
عذاب يوم بدر، ومعنى عقيم: لا مثل له في عظمه، لأن الملائكة قاتلت فيه. لأنهم لم
ينظروا فيه إلى الليل، بل قتلوا قبل المساء، فصار يوماً لا ليلة له». (القرطبي)
(2) وقال الرازي:
في «يوم عقيم» قولان:
أحدهما أنه يوم بدر. وإنما وصف يوم
الحرب بالعقيم لوجوه أربعة:
(أ) لقتل أطفال النساء في الحرب، فتبقى
كما ليس لهن أطفال. (ب) يطلق على المقاتلين لفظ «أبناء الحرب» وقتلهم في الحرب
بمثابة العقم لها. (ج) كل يوم ليس فيه خير قيل له «يوم عقيم» مثل «ريح عقيم» كل
ريح ليس فيه مطر. (د) أو لأن الملائكة قاتلت فيه، فهو يوم عظيم. (التفسير الكبير)
ونقل الرازي عن الكشاف النص التالي:
(3) قال مجاهد: قال اُبي بن كعب: هو يوم
بدر. (التفسير الكبير)
أقوال
أخرى:
هناك أقوال أخرى في تحديد المراد من
«يوم عقيم» وهي كما يلي:
(1) هو يوم القيامة، إذ ليس له ليل.
(2) لحظة وفاتهم.
(3) عذاب الجدب والقحط.
وللتوسع في المسألة ارجع إلى أمهات
التفاسير المعتمدة.
يوم
بدر يوم الآية الربانية:
يُعدّ يوم بدر من إحدى آيات الله
العظمى، سُجّل في التاريخ الإسلامي كنموذج إسلامي رهيب، وجاء تسميته بعدة أسماء،
للإشارة إلى جوانبه العديدة، كيوم الفُرقان في سورة الأنفال، بأن الجهاد يحسم
النزاع بين الإيمان والكفر. وهنا في سورة الحج سمّاه بيوم عقيم، إذ الجهاد يجهض
الكفر ويُعقمه ويقضي على جبروته وثقته. (والله أعلم بالصواب)