{بسم الله الرحمن الرحيم}
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)}.
ملخص معاني الآية:
من أطاع الله ورسوله، فجزاءه أن الله تعالى
يجعلهم رُفقاء الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وهؤلاء ممن أنعم الله
عليهم، ومرافقتهم فضل من الله ورحمة.
الناجحون
الذين أنعم الله عليهم:
قال في سورة الفاتحة : {إهدنا الصراط المستقيم،
صراط الذين أنعمت عليهم} لأن دينهم مقبول عندك، وأنهم ممن أنعمت عليهم، وفي هذه
الآية أشار إليهم، وحدّدهم في أربعة، وهم: (1) الأنبياء (2) الصديقون (3) الشهداء
(4) الصالحون. (والله أعلم بالصواب)
الشهداء المكرمون:
وممن أنعم الله عليهم : الشهداء.
(1) {والشهداء} الذين استشهدوا في سبيل الله.
(المدارك)
(2) والشهداء، وهم الذين ضحّوا بأرواحهم في
قتال الأعداء لإعلاء كلمة الله، فقُتلوا بأيديهم، فهؤلاء من المقرّبين إلى الله،
ولهم درجات عالية. (أنوار البيان)
(3) والشهيد من آمن بالرسول وصدّقه غاية الصدق
بحيث ضحّى لأجله بنفسه وروحه. (موضح القرآن)
(4) {والشهداء} القتلى في سبيل الله.
(الجلالين)
(5) أما الشهيد: فهو المقتول في سبيل الله،
المخصوص بفضل الميتة، وفرق الشرع حكمهم في ترك الغسل والصلاة، لأنهم أكرم من أن
يشفع فيهم. (البحر المحيط)
(تُصلى على الشهيد عند الحنفية، كما صلّى النبي
· على شهداء اُحد، والذي ذكره أبو حيان في البحر المحيط هو مذهب الإمام الشافعي
رحمه الله).
فضل عظيم:
يمكن إدراك أهمية الشهادة في سبيل الله بتدبّر
هذه الآية المباركة والدعاء الذي في سورة الفاتحة. (والله أعلم بالصواب)
قول:
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
والمراد هنا بالشهداء عمر وعثمان وعلي، والصالحين
سائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. (القرطبي)
ثم قال القرطبي: قلت: واللفظ يعم كل صالح
وشهيد. (القرطبي)
وقد عمّم صاحب التفسير الماجدي لفظ الشهيد،
وقال: القتل في سبيل الله ليس باختيار العبد، ويمكن أن يُزاد عليه فيُقال: كذلك
الموضع ليس في خيار المرء، فليس في خياره شيء إلا الدعاء والسعي واختيار الطريق.
دعاء:
اللهم اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت
عليهم من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، ياذا الفضل العظيم. (آمين يا رب
العالمين)
