{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}.
ملخص
معاني الآية:
لقد بشّر عيسى بن مريم بمقدم رسول الله ·،
فكفر كثير من بني إسرائيل بعيسى، مع ما جاء به من البينات الواضحة، ومثله أنكروا
برسول الله ·، ولا سبيل إلى إصلاح قوم متعنت معاند ظالم عات مثلهم إلا بالجهاد في
سبيل الله.
الربط الجهادي:
وفي بيان القرآن:
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ
مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا
جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ.
فكّذبوه، كذلك أولئك الذين كانوا في عهد
الرسول · كذّبوه، وخالفوه. فهذا وذاك كله ظلم عظيم، ومن مقتضى الحكمة الأمر بقتالهم
للقضاء على الظلم المذكور وآثاره.
بعض مباحث الآية الكريمة:
(1) معظم المواضع التي ورد فيها اسم نبي
الله عيسى من القرآن، فإنه سبحانه وتعالى أرفقه بلفظ «ابن مريم» للرد على النصارى
الذين يقولون زورا وبهتانا: إنه ابن الله (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا)
وأكّد القرآن على أنه ابن مريم، وليس ابن الله. (وللتفصيل ارجع إلى التفسير
العثماني)
(2) في الآية خاطب نبيُ الله عيسى بن
مريم بني إسرائيل، فدل على أنه رسول الله إلى بني إسرائيل خاصة، دون البشرية
بأكملها، وقد ختم الله عليه أنبياء بني إسرائيل، ثم بعث محمداً · رسولاً إلى الناس
كافة إلى يوم القيامة، سواء كانوا من بني إسرائيل أو من غيرهم. (وللتفصيل ارجع إلى
التفسير الحقاني وأنوار البيان وابن كثير)
(3) كان نبي الله عيسى مصدقا للتوراة،
فما معنى هذا التصديق؟ قال ابن كثير: كان مجيئ عيسى بن مريم تصديقا للتوراة. غيره
من المفسرين قالوا بعموم التصديق، بأنه أشار إلى صدق التوراة وأنها حق من الله.
(4) بشّر عيسى بمحمد · بأن رسولاً يأتي
من بعده اسمه أحمد، تكلم المفسرون حول هذا الموضوع باعتبارين، فبعضهم أثبتوا
بالقرآن والسنة أن عيسى بشّر بمحمد ·. والقرآن والسنة يكفيان لإثبات شيء عند
المسلمين. ذكر ابن كثير والخازن والقرطبي عددا من الروايات والأحاديث في هذا
الشأن.
كما ذكروا قصة النجاشي الذي صدّق ببشارة
النبي · في الإنجيل. وعلى الإخوة الراغبين مراجعة التفاسير المذكورة.
(5) وسعى بعض المفسرين إلى إقامة الحجة
على أهل الكتاب، و ذكروا تفاصيل التبشير بالنبي · في التوراة والإنجيل.
كما أجابوا عمّا يقال: لماذا لا توجد
بشارة في الإنجيل باسم «أحمد». ثم أثبتوا بالأدلة أن المراد من لفظ «فارقليط» في
الإنجيل ليس إلا محمد ·، وأوسع مبحث في هذا الموضوع أورده صاحب التفسير الحقاني،
وذكر أصحاب بيان القرآن وأنوار البيان خلاصة جيدة للموضوع، ولم يتطرق إلى هذا
الموضوع من التفاسير العربية غير التفسير الكبير وروح المعاني. نرجو مراجعتهما.
(6) وبمناسبة التبشير بأحمد · رد صاحب
أنوار البيان على المتنبي القادياني ومتبعيه.
(7) كان من الواجب على جميع الأنبياء أن
يبشروا قومهم بمقدم النبي ·، وأن يأخذوا العهد منهم أنه إن جاءهم بمحضر منه
ليتبعنّه وليؤمننّ به. ذكر ابن كثير قول ابن عباس رضي الله عنهما حول هذا الموضوع.
(8) خاطب نبي الله عيسى بني بلفظ {يا
بني إسرائيل} أما موسى عليه السلام فقد خاطبهم بلفظ { يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي}
للإشارة إلى أمر دقيق، وهو أن القوم والنسب يُعتبر من جهة الأب، وليس من جهة الأم،
وبما أن الله سبحانه وتعالى خلق عيسى بدون أب، لذلك لم يقل لبني إسرائيل «يا
قومي». ارجعوا إلى المدارك والجلالين والحقاني.
(9) ما معنى «أحمد» وهل هو مبني على
الفاعل أم المفعول، ذكروا كلاما جيدا وحلوا حول هذا الموضوع، ارجعوا إلى البغوي
والقرطبي والمظهري.
(10) وراجعوا تفسير ابن كثير للبشائر
والأنوار قبل مولد النبي · وبعده.