{سورة الصف مدنية، الآية 7}


{بسم الله الرحمن الرحيم}


{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)}.

ملخص معاني الآية:

إن الجهاد من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وهو ضد أعداء الإسلام.
كما قال اللاهوري: موضع العمل بأحب الأعمال إلى الله تعالى أعداء الإسلام. (الشيخ أحمد علي اللاهوري)

الربط الجهادي:

وفي بيان القرآن:
«أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب، وهو يُدعى إلى الإسلام، والله لا يهدي القوم الظالمين، أما الافتراء على الله الكذب، كأن لا يصدّق بالنبي الصادق، لأن من الافتراء الإنكار بما أنزله الله تعالى على رسوله ونسبة ما لم يقله إليه. ثم قال {يُدعى إلى الإسلام} أشار إلى مزيد من عيوبه، فقال: هو يُعرض عن الله رغم دعوته إليه وتحذيره من عذابه. ثم قال: {والله لا يهدي القوم الظالمين} للإشارة إلى أن إصلاحهم لا يمكن. لذلك تقتضي المصلحة معاقبتهم بالجهاد في سبيل الله. (تسهيل بيان القرآن)

أراد بهم أهل الكتاب:

قال الشاه عبد العزيز رحمه الله: في هذه الآية بيّن الله تعالى أحوال أهل الكتاب، الذين يمحون من كتبهم أخبار النبي · وعلاماته ونعوته، هؤلاء ظالمون، يخفون ما أنزله الله ويشطبونه، ففيه تحريض على قتال أهل الكتاب.
قال الشاه عبد العزيز رحمه الله: «فيها بيان لأحوال أهل الكتاب الذين يخفون أخبار النبي ·». (موضح القرآن)

الكفار كاذبون كلهم..

أشار صاحب التفسير الحقاني إلى أن هذه الآية تناولت أحوال مذاهب الكفار كلها، وأنها ترتكب معصية الكذب على الله تعالى، وهي ظلم عظيم. سواء أكانوا يهودا أم نصارى، هندوساً أو مجوسا، كلهم افتروا على الله الكذب، وكل يوم يختلقون كذبا جديدا، فليس بينهم دين واحد لديه شيء من الحق والصدق، والحق إن كان عند أحد فهو الإسلام الذي يحمل رسالة الله الصادقة إلى العالم كله. وللتوسّع راجعوا التفسير الحقاني.
فمن يعيق طريق الحق، ويعرقل وصول رسالة الخالق إلى خلقه، فهو عدو الخلق، الذي يحول بينهم وبين الحق، ولا سبيل إلى القضاء على قوة المعيقين وهيمنتهم على العالم إلا الجهاد، وإلا امتلأت الدنيا بالكفر والضلال. (والله أعلم بالصواب)