{سورة النساء مدنية، الآية 82}



{بسم الله الرحمن الرحيم}

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)}.

ملخص معاني الآية الكريمة:

أفلا يتدبّر هؤلاء المنافقون القرآنَ أنه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً.

فائدة:

المنافقون كانوا ينتقدون الرسول · والجهاد، فجاء الله برد حاسم، وقال: ما رأيكم في القرآن؟ لاشك أن ما من كلمة منه ولا لفظ ولاحرف إلا ويدل على أنه من الله، تكلم به، وأنتم تُقرّون به، ولو في الظاهر.
فهل لديكم من الشبهات ما تحتاج إلى البيان حتى الآن؟ تعلمون أن كتاب الله لا ينزل إلا على من كان صادقا في رسالته ونبوته، وما أمر الرسول · بالجهاد إلا منطلقا من القرآن، فإن كنتم ترفضون القرآن فأنتم كاملون في الكفر. وإن تُصدّقون بالقرآن وتؤمنون به، فانتقاداتكم للرسول والجهاد ليس لها وجه حِل، بل هي تأتي ضمن اللغويات والهذيان.
في الآيات السابقة أمر بالجهاد بلفظ {فانفروا} و{فليقاتل} وسيأتي الأمر بالجهاد بلفظ {فقاتل} في الآية 84، وبينها آيات تناول فيها الرد على دسائس المنافقين ووساوسهم، وأطلع المسلمين على الموت وحقيقته وحكمته، ثم قوّاهم على طاعة إمام المجاهدين ·، وكشف لهم النقاب عن نفاق المنافقين ذي لونين، وقوّى صلتهم بالقرآن الكريم، وما من مسلم مرتبط بالرسول · والقرآن إلى يوم القيامة إلا وكان عاملا بالجهاد، لا يتخلف عنه بلا عذر، ولا يعارضه ولا ينكره. (والله أعلم بالصواب)