{سورة بني إسرائيل، الآية 8}


{بسم الله الرحمن الرحيم}

{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)}.

ملخص معاني الآية:
قال الإمام البغوي رحمه الله:
{وإن عدتم عدنا} أي إن عدتم إلى المعصية عدنا إلى العقوبة. قال قتادة: فعادوا فبعث الله عليهم محمدا ·، فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
وفي تفسير الجلالين:
{وإن عدتم} إلى الفساد {عدنا} إلى العقوبة، وقد عادوا بتكذيب محمد ·، فسلّط عليهم بقتل قريظة، ونفي بني النضير، وضرب الجزية عليهم. (الجلالين)
قال الشاه عبد القادر رحمه الله:
لقد كتب الله تعالى في التوراة أن بني إسرائيل يفسدون في الأرض مرتين، فإذا جاء وعد أولاهما بعث الله عليهم عبادا أولي بأس شديد بقيادة جالوت، فقتله الله تعالى بيد داود عليه السلام، ونصر بني إسرائيل بالقوة، وأمدهم بالملك في عهد سليمان عليه السلام. ولما جاء وعد الثانية، بعث الله عليهم الفُرس بقيادة بخت نصر، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا لم تقم لهم قائمة ولا مُلك، ولم تتوطد دعائم دولتهم. ثم قال الله تعالى إنه يريد أن يرحمكم بهذا النبي الذي بُعث إلى الناس كافة، فإن آمنتم به واتبعتموه، أعاد عليكم ما فقدتموه من القوة والسلطة، وإن عُدتم إلى الفساد والشر، عُدنا بنصر المسلمين عليكم، فكان كما قال، ثم قال: وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا. (موضح القرآن)
قال الإمام النسفي: «وعن ابن عباس سلط عليهم المؤمنون إلى يوم القيامة». (المدارك)
وهناك أقوال أخرى في تفسير هذه الآية، راجعوا التفاسير المعتمدة.