{سورة الصف مدنية، الآية 9}


{بسم الله الرحمن الرحيم}

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)}.

ملخص معاني الآية:

لقد قرّر الله تعالى أنه يُظهر هذا الدين على الأديان كلها، ولن يقعد المؤمنون البواسل عن جهودهم ما لم يتحقق ذلك. (مفهوم اللاهوري)

من أحد أدلة النبوة الواضحة:

قال الإمام أبو بكر الجصاص رحمه الله:
وقوله تعالى: {ليُظهره على الدين كله} من دلائل النبوة، لأنه أخبر بذلك والمسلمون في ضعف وقلة وحال خوف مستذلّون مقهورون، فكان مخبره على ما أخبر به، لأن الأديان التي كانت في ذلك الزمان اليهودية والنصرانية والمجوسية والصابئة وعباد الأصنام من السند وغيرهم فلم تبق من أهل هذه الأديان اُمّة إلا وقد ظهر عليهم المسلمون، فقهروهم وغلبوهم على جميع بلادهم أو بعضها، وشرّدوهم إلى أقاصي بلادهم، فهذا هو مصداق هذه الآية التي وعد الله تعالى رسوله فيها إظهاره على جميع الأديان، وقد علمنا أن الغيب لا يعلمه إلا الله عزوجل، ولا يوحي به إلا إلى رسله، فهذه دلالة واضحة على صحة نبوة محمد ·. (أحكام القرآن)

الغلبة مرتين:

قال القرطبي:
لا يعني إظهار الإسلام وغلبته أن بقية الأديان تزول من الوجود، بل المعنى أن أهل الإسلام سوف ينتصرون عليهم ويعلون عليهم. ومن أحد معاني الغلبة القضاء على بقية الأديان كلها، بحيث لا يبقى لها وجود، فهذا يتحقق في آخر الزمان، عند نزول عيسى بن مريم، فلا يبقى غير الإسلام دين.
قال مجاهد: وذلك إذا نزل عيسى لم يكن في الأرض دين إلا دين الإسلام. (القرطبي)