1 إلى 8


{سورة العاديات، الآيات 1-8}
{بسم الله الرحمن الرحيم}

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}.


ملخص معاني الآيات:

أقسم الله تعالى فيها بالخيل التي تعدو ضبحا ثم تُوري قدحا ثم تُغير صبحا ثم أثرن غبارا ونقعا ثم وسطن جمعا أن الإنسان لربه لكنود، لا يشكره على ما أنعم عليه من النِعَم، فهو شهيد على عمله، وأنه شديد في حب المال.
فتعلّم أيها الإنسان من الخيل الجهادية، ولا تخن ربك، وضحّ بروحك ونفسك في سبيله.

خيل المجاهدين:

هذه خيل الغزاة والمجاهدين في سبيل الله عند ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر المفسرين.
«والجمهور من أهل التفسير واللغة على أن العاديات هنا: الخيل تعدو في سبيل الله وتضبح حالة عدوها». (البحر المحيط)
وقال الخازن رحمه الله:
«وهذا القول في تفسير هذه الآيات أولى بالصحة، وأشبه بالمعنى.. وإنما أقسم الله بخيل الغزاة لما فيها من المنافع الدينية والدنيوية والأجر، والغنيمة، وتنبيها على فضلها وفضل رباطها في سبيل الله عزوجل». (الخازن)

نكتة عجيبة:

قال القرطبي رحمه الله:
لقد أقسم الله تعالى في القرآن برسوله محمد ·، فقال:
{يس والقرآن الحكيم} (يسين 1، 2).
وأقسم بعمره ·، فقال تعالى: {لَعَمْرُك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} (الحجر 72)
وأقسم بخيله وعدوها ضبحا وبما توري من القدح وبما أثرن من الغبار، فقال:
{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}. (5 آيات) (القرطبي)

وهو قَسَم بالمجاهدين:

قال البعض: أقسم فيها ببعض كتائب المجاهدين. قال الشاه عبد القادر الدهلوي رحمه الله: فيها أقسم بفرسان المجاهدين، فهل هناك عمل أعظم مما أقسم الله به. (موضح القرآن)
قال القرطبي وابن كثير رحمهما الله: عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فأشهرت شهرًا لا يأتيه منها خبر، فقال المنافقون: قُتلوا جميعا، فنزلت: { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا } ضبحت بأرجلها، { فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا } قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارًا، { فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا } صبَّحت القوم بغارة، { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا } أثارت بحوافرها التراب، { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا } قال: صبحت القوم جميعا (1) .
أخبر فيها أنهم بخير، وأنهم يغيرون على الأعداء. (القرطبي وابن كثير)
وفي التفسير المظهري:
ذكر البزاز والدارقطني والحاكم وابن أبي حاتم أن عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي · بعث خيلا فأشهرت شهرا لا يأتيه منها خبر، فأنزل الله تعالى هذه الآيات.
{والعاديات ضبحا} هي خيل الغزاة تعدو في سبيل الله. والسورة مدنية كما دل عليه سبب النزول والمعنى التفسيري المذكور لكلمة «العاديات»، لأن الجهاد لم يُكتب عليهم قبل الهجرة، أما إن قلنا بكونها مكية ففي الآية بشارة بخيول الغزاة في سبيل الله، بأن الله سوف يأمركم بالجهاد، وأن خيولكم تعدو في سبيل الله فتضبح وتُحمحم. (المظهري)

يا أيها الإنسان الغافل.. تعلم من خيل الغزاة:

تأمّل النص التالي، لتعي مبحث السورة المباركة بشكل تام، ففي التفسير العثماني:
«قد يكون الغرض الحلف بالخيل، وهذا الذي يبدو، وقد يكون الغرض الحلف بكتائب الركبان من الغزاة في سبيل الله، قال الشاه عبد القادر رحمه الله:
«هذا حلف بكتائب الركبان من الغزاة، فهل هناك عمل أفضل منه الذي أقسم الله تعالى به؟».
دلت الآية على أن تضحية الغزاة الفرسان بروحهم ونفسهم في سبيل الله تؤكّد على أنهم من عباد الله الأوفياء الشاكرين، ومن هنا عرفنا أن من لا يسخّر قواه البدنية والعقلية التي أنعمه الله بها في سبيل الله، فإنه كفور كنود. تأملوا جيدا، تدركون أن الخيل تشهد بلسان الحال أن الذين يأكلون من رزق ربهم، ويستمتعون بآلاف نِعمه ليل نهار، ثم لا يطيعونه، فهم كالأنعام بل هم أسوأ حالا منها. خيل روّضها صاحبها و علِّفها بما لديه، ثم خاض معها المعارك، فإنها تفدي بنفسها وفاءً بصاحبها، تتوجه إلى حيث وجّهها، تعدو وتضبح، توري القدح وتثير النقع، وتتوسط معارك حامية الوطيس، لا تولّي صدرها إن واجهت وابلا من النيران والسيوف والسهام، وربما أوقعت نفسها في المهالك لتحمي صاحبها، أفلا يتعلم الإنسان من هذه الخيل؟ فالإنسان له رب كما لهذه الخيل، وعليه أن يستعد للتضحية بالغالي والنفيس لرضاه. إن الإنسان لربه لكنود، يعجز عن أن يكون مثل كلب أو خيل في الوفاء مع ربه». (تفسير العثماني)

تفسير جامع

{والعاديات ضبحا}.. أقسم الله تعالى بخيل الغزاة التي تعدو لتُغِيْرَ على العدو، وتحمحم أثناء عدوها، واح اح.. صوت يخرج من بطن الخيل، وهو ما يسمى بالحمحمة.
{فالموريات قدحا}.. ثم أقسم بالتي تضرب حوافرها على الحجر فتخرج النار، وهذه صفة ثانية لتلك الخيل التي يركبها الغزاة، وتشير إلى قوتها وسرعتها المدهشة. الخيل القوية إذا جرت بكل قوتها وسرعتها فإن عند وقوع نعالها على الأرض تخرج نار من تحت أقدامها، فهي تشكل سخط الله على أعداءه أعداء الدين، والنار نار غضبه، وأثر حمية ركابها وغيرتها وشجاعتهم التي أودعها الله في قلوبهم، تكفي لإحراق قصور الفساق والفجرة.
{فالمغيرات صبحا} أقسم الله تعالى بتلك التي تُغير على العدو في حين غفلته، وهو وقت الصبح، تعدو هذه الخيل أثناء الليل فتخرجُ النارُ من حوافرها، وتداهم على الفسّاق الفجرة عند الصبح.
{فأثرن به نقعا} .. ثم أقسم بتلك التي تثير النقع عند الإغارة على العدو، وتغبر الوجوه، وإثارة النقع عند الصبح تدل على القوة والبأس، لأن الأرض تبتل بسقوط الطلّ، أما في المساء فتنشف الأرض، وعندها تطير الأتربة بحركة طفيفة.
{فوسطن به جمعا}.. ثم أقسم بتلك التي تشق صفوف العدو لتتوسطها عقب الغارة في الصبح، أي لا يكتفين بالتهديد باللسان فقط، بل تباشر القتال عقب ذلك، وليس كمن يأزر باللسان كما يزأر الأسد، لكنه وقت الهجوم يتراجع لجبنه وخوفه. فهذه الصفات الخمسة بالترتيب للخيول التي تغير على العدو.
ثم أقسم الله تعالى بها فقال: {إنَّ الإنسان لربه لكنود} أي كفور. لأنه..
(1) إما ينسب نِعَمَه سبحانه إلى أسبابها، أو إلى جهوده، أو إلى الآلهة الباطلة.
(2) يستعملها في غير حينها وفي غير مكانها اللائق بها.
(3) لا يعبد ربه الذي خلقه وأحسن إليه، إنما ينهمك في الملذات والشهوات.
{وإنّه على ذلك لشهيد} .. أي يشهد الإنسان بنفسه على كفران النعمة بلسان الحال. وكان من المفروض عليه أن يستمع لصوت قلبه ووجدانه، على كنوده.
{وإنه لحب الخير لشديد} .. هذه هي الخصال الذميمة الثلاث في الإنسان التي تجره إلى النار، وفي مقابلته تلك الحيوانات الأليفة التي تطيعه، كالخيل، التي أقسم الله ببعض أوصافها الحميدة، وأشار إلى أن الإنسان أسوأ حالا من الخيل، لعدم طاعته وانقياده لربه، كما أشار إلى أن هذا الإنسان الكنود الكفور اللاهث وراء إشباع غرائزه الجنسية والطامع للمال سوف يُدهس تحت حوافر هذه الخيل، التي توري قدحا، وتشعل النار في قصور دعة الأعداء». (التفسير الحقاني مع اختصار)

فائدة:

وقيل: أقسم الله في هذه السورة بتلك الإبل التي تَنْقُلُ الحجيج من منى إلى مزدلفة وعرفة، ارجعوا إلى القرطبي والبغوي والخازن وابن كثير وغيرها.
بعد سرد ما ذكرنا من الأقوال قالوا: الراجح القول بأنها الخيل. (والله أعلم بالصواب)

شرارة النار

{فالموريات قدحا}.. ثم أقسم بالخيل التي تضرب حوافرها على الأرض فتخرج شرارة النار، أي أثناء العَدْوِ تصطدم نعالها بالحصيات والرمال فتوري قدحا، وهذا ما أعجب الله به كثيرا، حتى ذكره في القرآن وجعله تلاوة تُقرأ في الصلوات، وأكرمه بالحلف به. وللمفسرين توجيهات عدة في تحديد المراد منها:
(1) هي الخيل التي تخرج منها النيران أثناء عدوها على الأرض الصلبة. (البغوي)
(2) قال قتادة: هي الخيل تهيج الحرب ونار العداوة بين فرسانها. (البغوي)
(3) وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: هي الخيل تغزو في سبيل الله ثم تأوي بالليل فيورون نارهم ويصنعون طعامهم. (البغوي)
(4) وقال مجاهد وزيد بن أسلم هي مكر الرجال يعني رجال الحرب. (البغوي)
هذه الأقوال ذكرها القرطبي، وزاد أقوالا، فقال:
(5) وعن ابن عباس أيضاً أن المجاهدين إذا كثرت نارها إرهابا وكل من قرب من العدو يوقد نيرا كثيرة ليظنهم العدو كثيرا. (القرطبي)
(6) وقال عكرمة هي ألسنة الرجال توري النار من عظيمة ما تتكلم به ويظهر بها من إقامة الحجج. (القرطبي)
وقال القرطبي عقب ذكرها كلها: هذه كلها تدل على المعنى المجازي، والمعنى الأصلي الحقيقي ما ذكرناه في البداية، أي الخيل تعدو فتخرج النار من حوافرها. (القرطبي)

نار الجهاد:

وفي التفسير الحقاني:
{فالموريات قدحا} إشارة إلى البشارة التي ذكرها في الباب الثالث من إنجيل متي. (وقال بعد نقل لفظه):
«هي نار الجهاد، التي تخرج من الحوافر عند العدو، ولن تخمد إلى يوم القيامة، لأن النبي · قال:
«لن يبرح هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة». (رواه مسلم)
ويوم فتح مكة قال النبي · لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا. (متفق عليه)
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّال. (رواه أبو داود)
وقال النبي ·: البركة في نواصي الخيل. (متفق عليه)
وقال عليه الصلاة والسلام: الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والغنيمة. (رواه مسلم) (الحقاني)

دروس وعبر:

هذه السورة المباركة ترشد المسلمين إلى كثير من الدروس والعبر، منها:
(1) يجب عليهم أن يستمروا في الاستعدادات العسكرية. (كما دلت عليه صيغة «والعاديات» في أول السورة، وهي تحثّهم على التأهّب للجهاد).
(2) عليهم أن يقتنوا الخيل بنية الجهاد، ويتعلموا الفروسية، ويتجهزوا بمختلف المُعِدَّات القتالية.
(3) عليهم الاستمرار في إشعال لهيب الجهاد المبارك. {فالموريات قدحا}.
(4) عليهم استخدام التدابير الحكيمة والمكر والترتيبات المدروسة في الجهاد. {فالموريات قدحا}.
(5) عليهم أن يستثمنوا وقت الصبح، فهو خير وقت للجهاد ولمساعيه، {فالمغيرات صبحا} وكان النبي · يُغير على العدو عند الصبح.
(6) أن يتحلى بالشجاعة والبسالة. {فوسطن به جمعا}.
(7) أن يحب خيل المجاهدين والمعدات القتالية المتنوعة، (ويكفي لحب خيل المجاهدين أن الله أقسم بها).
(8) أن يحترز عن الكفر والعصيان. {إن الإنسان لربه لكنود}.
(9) أن لا يُكثر من حب المال، ويجتهد لأجله. {وإنه لحب الخير لشديد}.
(10) أن يذاكر الموت وما بعده ليُصلح أحواله، ويبتعد عن الغفلة. {أفلا يعلم إذا بُعثر ما في القبور}.

خيل المجاهدين وفضل اقتناءها:

وبمناسبة هذه السورة لاحظوا فيما يلي مجموعة عطرة من كلام الرسول الله · في فضل خيل المجاهدين واقتناءها.




مجموعة عطرة من كلام الرسول   ·

فيما يلي لاحظوا المجموعة التالية من كلام سيد المرسلين · مع استحضار الحب والاحترام ونية العمل. وهي تُنشئ رغبة الجهاد في القلوب، وتزيد الاستيناس بالخيل وتغرس حبها في القلوب، وتَحُثّ على الفروسية.

(1) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله ·: الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. (رواه البخاري في باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، 1/399).
فيه بشارة باستمرار الجهاد إلى يوم القيامة.
(2) عن عامر حدثني عروة البارقي أن النبي · قال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم. (رواه البخاري في باب الجهاد ماض 399-400/1)
(ومن هنا وجب على المسلمين أن يتعلموا الفروسية، ويحرصوا على اقتناء خيل الجهاد، والخيل تستعمل اليوم مثل الماضي، والفروسية تزيد المرء قوة وشجاعة).
(3) وعن سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ فَإِنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(فيه تأكيد على فضل الخيل، إضافة إلى فضل المعدات القتالية التي يقتنيها، واستعداداته للجهاد).
(4) - وَعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَطَالَ فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنْ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ أَرْوَاثُهَا وَآثَارُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِئَاءً وَنِوَاءً لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فَهِيَ وِزْرٌ عَلَى ذَلِكَ. (رواه البخاري في باب الخيل لثلاثة 400/1).
(5) عن حنش بن علي الصنعاني قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله تعالى: {الذين يُنفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية} قال: على الخيل في سبيل الله. (المصنف لابن أبي شيبة 267/10)
(إن كانت هذه منزلة الإنفاق على خيل الجهاد فما بال الإنفاق على المجاهدين؟)
(6) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله ·: من حبس فرسا في سبيل الله كان ستره من النار. (كنز العمال 143/4)
(أي هي تمنعه من النار)
(7) عن خباب رضي الله عنه قال قال رسول الله ·: الخيل ثلاثة، ففرس للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فما اتخذ في سبيل الله، وقتل عليه أعداء الله، وأما فرس الإنسان فما استبطن وتحمل عليه، وأما فرس الشيطان فما روهن عليه وقومر عليه. (رواه الطبراني في الكبير، عن كنز العمال 143/4)
(8) عن أنس رضي الله عنه قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله · بعد النساء من الخيل. (رواه النسائي في باب حب الخيل 122/2)
(9) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ·: الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، ومثل المنفق عليها كالمتكفف بالصدقة. (رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح عن مجمع الزوائد 336/5).
(10) وعن أبي وهب رضي الله عنه وكانت له صحبة قال: قال رسول الله ·: تسمّوا بأسماء الأنبياء، وأحب الأمساء إلى الله عزوجل عبد الله وعبد الرحمن، وارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأكفالها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار، وعليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل، أو أدهم أغر محجل. (رواه النسائي في باب ما يستحب من شية الخيل 122/2)