{سورة التوبة مدنية، الآية : 10}

   بسم الله الرحمن الرحيم

{لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة وأولئك هم المعتدون}.

ملخص معاني الآية:

ليسوا أعداءكم، بل هم أعداء الأمة الإسلامية بأجمعها، أي لم يكتفوا بمعاداة المسلمين الذين عاهدوا معهم، وجعلوا قرابتهم وعهودهم وراء ظهورهم، وصاروا بحال لا يرقبون في مؤمن قرابة ولا عهداً، لأنهم يعادون كل شيء اسمه إسلام، سعوا إلى إلحاق الأذى بالمسلمين كلما سنحت لهم الفرصة، وينقضون جميع العهود والقرابات، ويتعدون الحدود في المظالم.

الآية ليس فيها تكرار:

لاشك أن بين مضموني الآيتين تشابها، لكن أكثر أهل العلم على أنه لا تكرار بينهما، قال النسفي رحمه الله:
جاء في الآية الثامنة أنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وهنا أشار إلى أنهم لا يرقبون في مؤمن قرابة ولا عهدا، فمفهوم الآية الثامنة كان خاصا مع أولئك الذين عاهدهم المسلمون، ومفهوم الآية العاشرة عام يشمل جميع المسلمين.
«ولا تكرار، لأن الأول على الخصوص حيث قال فيكم والثاني على العموم لأنه قال في مؤمن». (المدارك).
وقال القرطبي:
«قال النحاس: ليس هذا تكريراً، ولكن الأول لجميع المشركين، والثاني لليهود خاصة». (القرطبي)

القول الثاني:

بين مضموني الآيتين تكراراً، والغرض منه التأكيد على أنهم تعدوا جميع الحدود الخُلقية في جريمتهم هذه، بل عداءهم للإسلام قد اختلط بدمهم ولحمهم. لاحظوا العبارة التالية:
{لا يرقبون..} الخ كرّر للتأكيد، لقد سقطوا في مهابط الذلة بعد التخلي عن  المسئولية الدنيوية والمؤاخذة الأخروية، فالشرف جوهر مستودع في الأمم كلها، بغض النظر عن ديانتها، ويقتضي المحافظة على القرابة النسبية والعهد الذي قطعه على نفسه، فهؤلاء أعداء الإسلام حُرموا من هذا الجوهر أيضاً. (التفسير الماجدي)

أناس تعدوا حدود البشرية:

قال اللاهوري رحمه الله:
لا ينظرون إلى إيمان المرء ولا إلى قرابته وعهده، فقد تعدوا حدود البشرية. (حاشية اللاهوري)