{سورة التوبة مدنية، الآية 106}


{بسم الله الرحمن الرحيم}
{وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}.
ملخص معاني الآية:
وبعض الناس اُرجيء أمرهم لحين ينزل أمر الله فيهم، إن شاء عذَّبهم وإن شاء تاب عليهم.
التخلف عن الجهاد لا يليق بمكانة المسلم ومنزلته، والذي حصل من بعض الصحابة كان من باب التهاون والتكاسل، تخلفوا عن رسول الله · بدون عذر، فلما عاد النبي · إليهم أطلعوه على الحقيقة، وكانوا نادمين على ما فعلوا، وقد زاد شدةً إثر منع النبي · المسلمين عن التكلم معهم، فتوجهوا إلى الله بالتوبة حتى قبل الله توبتهم، كما يأتي في الآية 118.
سبب نزول الآية:
قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وغير واحد: هم الثلاثة الذين خلفوا أي عن التوبة، وهم: مرارة بن الربيع، وكعب بن مالك، وهلال بن أمية. (ابن كثير)
المتخلفون يوم تبوك على ثلاثة أصناف:
ذكر الرازي وغيره من علماء التفسير ثلاثة أصناف من المتخلفين يوم تبوك في ضوء الآيات القرآنية:
«فيها إشارة إلى طائفة صغيرة من أهل المدينة، والأصل أن المتخلفين يوم تبوك كانوا على ثلاثة أصناف: أحدهم المنافق الذي تخلف عن الغزو لشكه وتردده ونفاقه. وثانيهم: المؤمنون المخلصون الذين تكاسلوا وتهاونوا، ولم يخرجوا مع النبي · تفضيلا لراحة البدن على مشقة الجهاد. ثم هم على قسمين: الأول: من كان قد أوثق نفسه بسواري المسجد لمّا علم بعودة النبي · إلى المدينة، وقد سبق ذكرهم في الآية السابقة. وهناك جماعة مؤلفة من ثلاثة أشخاص لم يوثقوا أنفسهم بسواري المسجد، وما لجأوا إلى حيل كاذبة، ذكروا ما وقع كما وقع بدون زيادة ولا نقصان، نزلت فيهم هذه الآية: {وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106} أي أمرهم في الإرجاء، عليهم أن ينتظروا حكم الله عدة أيام، إما بالعذاب وإما بالمغفرة، يُفعل بهم حسب ما يقتضيه أمر الله. وقد أمر النبي · المسلمين بمقاطعتهم، فاستمرت لمدة خمسين يوما، مدة نزول الحكم فيهم، بالعفو». (التفسير العثماني)